عبد الرحمن محمد .. عمل ايه؟؟؟؟؟

شركات عالمية لصناعة المركبات تستفسر عن "ترهيم" الشباب السعودي للسيارات

عبد الرحمن محمد من الرياض - 05/07/1427هـ
لا تستغرب عندما تشاهد الشاب فهد العتيبي (19عاما) الطالب في جامعة الملك عبد العزيز يتجول بسيارته في طرقات جدة ويسير بهدوء وبطء، لأنه استخدم طريقة ما يسمى "التقطيب" أو "الترهيم" بتعديل وتزيين وتهبيط سيارته ما جعلها تتحرك بثقل وزهو كأنها عروس ليلة زفافها!
يقول ماهر بن طاهر القاضي (21 عاما) الطالب في جامعة الملك عبد العزيز في كلية الاقتصاد والإدارة قسم القانون، إنه بدأ هواية تزيين السيارة منذ سبع سنوات، مبينا: منذ سبع سنوات لم يكن عندي سيارة خاصة بي، بل كنت أمارس هواية التعديل على سيارة العائلة وهي من نوع "جي إم سي موديل 96 " وكانت تعديلاتي بسيطة، ولكنني كنت أحرص وأتابع آخر صرعات التعديل. ولكن الانطلاقة الفعلية للقاضي في هذه الهواية ظهرت عندما اشترى سيارة خاصة واختارها من طراز (شيفرولية ــ لومينا) إذ أدخل عليها التجديدات والتحسينات بحيث أصبحت في كل شهر ترتدي حلة جديدة بسبب التعديلات التي يضيفها عليها.
وعن ردة فعل والدته على هواياته تلك، أجاب: إنها كانت معارضة لرغبته تماما، ولكن بعد أن اشترى سيارة خاصة به لم يعارضه أحد من أفراد أسرته، ولا يزال ماهر يتذكر عبارة والده التي كان يرددها له آنذاك عندما يقول له: على الأقل ــ ويقصد الترهيم ــ أحسن من هواية التفحيط!
وعن المصطلحات الخاصة بهواية تعديل السيارات يقول القاضي: هناك مصطلح مشهور ومتعارف عليه من شباب جدة ومكة وهو مصطلح (تقطيب) وهو إحدى المفردات العامية للكلمة العربية الأصلية (تعديل) أما بخصوص مفردة (ترهيم) السيارات فهي مثل مصطلح تقطيب السيارات لكن هذا المصطلح يستخدمه شباب الرياض.
ويقول العاشقون لهذه الهواية إن جميع أنواع السيارات قابلة للتعديل حتى (سيارات النقل الثقيل)، ولكن هناك سيارات يكون عليها التعديل لافتا للانتباه بشكل أكبر، مثل السيارات ذات الأحجام المتوسطة من الموديلات الحديثة، وتكون غالبا عملية التعديل في ورشة خاصة يتعارف الشباب عليها، ولديها ابتكارات جديدة في عالم تعديل السيارات، أما بالنسبة لماهر فلديه ورشة صغيرة في بيته يقوم فيها بإصلاح بعض التعديلات البسيطة.
وضمن فعاليات صيف جدة 26 كان هناك أول تجمع وعرض من نوعه لهواة السيارات المعدلة بإشراف وتنظيم من موقع (موقع جدة بويز).
أما التكلفة المادية لتعديل السيارات فهي بحسب نوعية التعديل، فمثلاً عندما يكون التعديل بسيطا مثل (تركيب جنوط ـ إضاءة زينون- تركيب شرائح LED في الإشارات - تهبيط - تركيب كنداسة رياضية) فقد تصل تكلفتها إلى ستة آلاف ريال، أما إن كان التعديل أكثر من ذلك فقد يصل إلى 80 ألف ريال.
ويسرد القاضي ردود الفعل حول تعديل سياراتهم، قائلاً: نستقبل رسائل بشكل شبه يومي عبر موقعنا على "الإنترنت" من دول أجنبية مثل: أستراليا، أمريكا، كندا بعرض أسئلة عن التعديلات في السيارات ومن ضمنها استفسارات من بعض العاملين في شركة هولدن في أستراليا وشركة جنرال موترز في دبي ويقولون لنا بكل إعجاب نحن نصنع هذه السيارات، كيف استطعتم أن تجعلوها بهذا الشكل العجيب؟
أما فهد العتيبي وعلاء الشراحيلي الموظف الحكومي فلا يكتمان أمنياتهما بأن تسمح الجهات المختصة لأصحاب هذه الهواية بممارستها في الأماكن العامة ويقول الشراحيلي: ما نعمله هو جزء من الإبداع الجميل، نعبر به عن أنفسنا ونفرغ فيه طاقاتنا، لذلك نتمنى من الجهات الأمنية والحكومية الأخرى أن تراعينا وتتعامل مع هذه الهواية باحترام.
فهد العتيبي يقول عن عشقه لهذه الهواية: اشتريت سيارتي بــ 80 ألف ريال وكلفني تعديلها 75 ألف ريال. وعن المدة التي قد تبقى فيها السيارة داخل الورشة للتعديل يقول القاضي إن أحد أصحابه قد مضى على إدخاله سيارته في الورشة أكثر من ستة أشهر.
وحول بعض مصطلحات الترهيم، قال: "السدحة" وهي تعني التهبيط أي إنزال السيارة وجعلها قريبة من الأرض، وهذا المصطلح أصبح يطلق على كل سيارة عدلها صاحبها بشكل يجعلها قريبة من الأرض، حتى إن المصطلح تطور إلى أن أصبح "سدحة أرض أرض" وهذا المسمى مأخوذ من طراز الصواريخ ويطلق على السيارة التي اقتربت كثيرا من الأرض وأوشكت أن تلامسها. [/QUOTE]